آخر الأحداث والمستجدات
كيف تظهر مهن عشوائية خارج فضاءات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس ؟
بعيدا عن العقود الموثقة بالملايين داخل فضاء الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنظم بمكناس، بعيدا عن الكاميرة شاعلة وربطات العنق الأنيقة. تظهر مهن خارج الفضاءات الرسمية، مهن تلازم أيام الملتقى وتتنوع حسب الحاجيات الرديفة للزوار. هي مهن من لا مهنة له بمكناس، مهن تتكيف طواعية مع وضعيات البطالة المتقطعة بمكناس وحالة استغلال فرصة الاشتغال المواكب لأيام الملتقى الدولي للفلاحة.
اليوم سوف نتحدث عن اقتصاد غير مهيكل ولا يخضع لرقابة الدولة المالية، اقتصاد ممكن أن يوصف باقتصاد الريع المسكوت عنه بدون رجة قول حديث طويل. وليكن البدء من ظهور حركة سماسرة كراء الدور المفروشة بالقرب من مركز الملتقى الدولي للفلاحة (صهريج سواني). حيث تشهد حركة شبابية ونسوية تعرض عليك المفاتيح وكأنك في مدينة شاطئية، إنها المظاهر التي لم تعتد عليها ساكنة مكناس. وهذه المهنة (تسمسير) تتحرك مع أولى الوفود القادمة وتشتد حين يكثر الطلب على الفنادق المصنفة وعلى دور الضيافة ولا يلبى الأمر، حينها تتضاعف الأثمنة. من هنا يمكن الإشارة أن الطاقة الاستيعابية للفنادق بمكناس بعدد أسرتها لا يغطي حتى زوار المعرض، فكيف لمكناس أن تكون من المدن المقترحة لمباريات كأس العالم 2026 ؟، كيف لها أن تلبي بتمام الجودة مطالب السائح (المتفرج) الأجنبي؟ ، هنا لا بد من إنتاج رؤية استشرافية محصنة بالأفعال لا بالشفوي والماكيت الملون.
أما مهنة السوق العشوائية بالفوضى التامة، فهي مواقف السيارات حيث تظهر مواقف استثنائية، ويصبح القانون يستباح لزاما فلا عقاب ينزل على من يقف بجانب طوار مصبوغ باللون الأبيض والأحمر، ولا حتى الوقوف في ممر الراجلين و فوق الأرصفة. هنا تجد شبابا مشتتا بالكثرة ويرتدي سترة صفراء ويحمل عصا (ذات دلالة سلوكية) ينظم وقوف أسطول السيارات ويفرض إتاوة بلا سند قانوني، وخارج سلطة تحديد التسعيرة.
أما المهنة الثالثة، والتي تفك عطش الزائرين للملتقى فهي تتمثل في كريسة عصير الليمون وبيع الماء المعلب، لكن الأثمنة تتضاعف بقدرة قادر، واستغلال الزائر يتم في أبشع صوره . فيما المشهد العجيب في الموسم الفلاحي وأنت في الطريق إلي فضاءات المعرض تصادف بائع (بريوات باللوز) وبائع حامل الهاتف المحمول لأخذ الصور، وبائع الدعوات الرسمية، وبائع الوجبات السريعة...
لن، ولا نستخف بتلك المهن التي تحرك جيوب من يتعاطاها بالموسمية والانتظارية، لن نبخس دور الملتقى الفلاحي في تحريك الآلة الاقتصادية بمكناس، لن نستصغر القوة الإقتصادية الوازنة التي ينتجها الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب على عموم المدينة بتحريك أنشطة التنمية الصغرى. لكن الملتقى في سنته (13) وهو لا زال يستنسخ دوراته بتطوير بطئ لا يرقى إلى طموح تمكين استفادة مكناس برمتها من الملتقى و الرفع من سهم حضورها الوازن على الصعيد الجهوي والوطني والدولي. من تم التساؤل، كيف يمكن الارتقاء بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس لأجل تطوير الأداء وتمكين المدينة من تنمية تفاعلية شمولية؟ كيف نمكن الساكنة من أن تكون مندمجة ضمن برنامج تحريك فرص الشغل المهيكل و بالتفاعل المحافظ على الكرامة؟ كيف يمكن لمكناس أن تتجاوز أسلوب الشطابة والصباغة الموسمية؟، وكيف يمكن الإجابة عن سؤال وجيه معلق إلى حين، ما هي استفادة المدينة من الملتقى لمدة 13 سنة؟.
ممكن أن تكون الاستفادة معنوية للمدينة بالصيغة الاعتبارية، ممكن أن تكون الاستفادة لشكارة رجال الأعمال و الفلاحة الكبرى، ممكن أن تكون استفادة أصحاب المهن العشوائية الرديفة للملتقى جزءا من ذر الرماد في عيون أهل مكناس.
لتكن قوة مكناس بملتقاها الفلاحي الدولي، هي الحقيقة التي يقع الإجماع عليها، و التي لا بد من مضاعفة الجهود لتطويرها لزاما، هي القوة الاقتراحية التي ممكن أن تأتي من مناظرة داخلية بمكناس منظمة من طرف السلطة المحلية والمجالس الجماعية والفاعلين الاقتصاديين بمكناس للخروج باقتراحات التطوير والمأسسة السليمة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس.
متابعة للشأن المكناسي : محسن الأكرمين.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2018-04-28 14:01:03 |